شملت كلمة "الطاق"كل نافذة على شكل قوس، ولكثرة مثل هذا النوع من النوافذ، انتقلت الكلمة شيئا فشيئا إلى أن شملت كل نافذة مهما كان شكلها. ولا شك أن ذلك حدث قبل استيلاء النورمانعلى جزيرة مالطة (التي كانت تابعة للعرب) في 1091 م، لأنها موجودة في المالطية التي هي لهجة عربية انفصلت عن العالم العربي في تلك السنة، حيث تسمى النافذة عندهم tieqa. ويؤكد ذلك بعض الكتب العربية. فنجد مثلا في كتاب رحلة ابن جبيرالأندلسي المتوفى سنة 1217 م يحكي عن مدرسة: "جداره القبلي مفتح كله بيوتا وغرفا ولها طيقان يتصل بعضعا ببعض، وقد امتد بطول الجدار عريش كرم مثمر عنبا، فحصل لكل طاق من تلك الطيقان قسطها من ذلك العنب متدليا أمامها، فيمد الساكن يده ويجتنيه متكئا دون كلفة ولا مشقة."
حتى في عصرنا، هذا الاستعمال موجود خارج المغرب العربي الكبير، فتستعمل في اليمن وفي الحجازبنفس المعنى، وحتى في الشام والسودان بمعنى النافذة الصغيرة، كما دخلت حتى في الفارسية.
ولنقارن المفردات المستعملة حول الجزائر.
الشرجمهي الكلمة المغربية، وصح أصلا للنوافذ المربعة المقسومة على أربعة. ففي لهجة الأندلس العربية كان "الشرجب"النافذة أو الدرابزين، واقترح الأستاذ كوريينتي أنه من چهار چوببالفارسية أي أربعة عيدان. ويمكن أن نفكر أيضا في چهار جامأي أربع زجاجات.أما في ليبيا يقال للنافذة الروشن، وهي كلمة فارسية معناها مضيء. دخلت للعربية قديما حيث نجدها حتى في لسان العرب: الروشن الكوة (أي النافذة).
ولا حاجة لي أن أفسر أصل الكلمة التونسية: الشبّاك.